الدرس الثاني : انظمة الحكم حتى العصور الحديثة و خصائص السلطة السياسية
: المقدمة
عرفت المجتمعات البشرية اشكال مختلفة للحكم حتر ظهور الديمقراطية اهمها حكم الملك المتاله و الحكم في حق الالاه
: الملك المتاله
اهم نموذج في الملك المتاله تمثل في فرعون الذي حكم مصر القديمة و حسب الاسطورة استطاع ملك او قائد يدعى مينا الى توحيد مصر العليا و السفلى و عرف مصر في بداية عهده استقرار و ازدهار سياسي و اقتصادي و اجتماعي و استغل مينا هذه الاوضاع و ادعى الالوهية و لقب نفسه بالفرعون
كما عرفت العراق ايضا هذا الشكل من السلطة
يعتقد الشعب المصري في صفات الالاهية الا و هي الابدية اي الازلية و العدالة فهو معصوم من الخطا و التحكم في الطبيعة و عالم الغيب
طاعة الملك اذن هي طاعة مقدسة دون معارضة او نقاش
عرفت مصر القديمة هذا الشكل من الحكم كما عرفت ايضا ملوك بابل اي العراق و اباطرة روما القديمة
: الحكم بحق الاهي
يدعي الحاكم انه يمارس السلطة السياسية بتفويض الاهي فهو اذن يتصف بصفات استثنائية عن البقية
ان طاعة الملك هي من طاعة الله و الذي يخالف الملك يخالف ارادة الله
عرف المجتمع الغربي المسيحي الحكم بحق الاهي خاصة عند ملوك فرنسا مثل لويس الخامس عشر فالامام اذن هو خليفة الله في الارض و طاعته من طاعة الله
يعتقد الشيعة ان الامام ركن من اركان الاسلام يجب الاعتقاد بها و الامام معصوم من الخطا فهو ارفع منزلة من الرسول بما ان الرسالة الاسلامية مكتملة
السلطة المطلقة
: الحكم الابوي
ان الحاكم بالانظمة القديمة يمارس سلطة مطلقة تجاه الرعية مثل الاب تجاه عائلته فهو اب الرعية فهو اذن الادرى بمصلحة الرعية و له مطلق التصرف فيها حسب ارادته
ان السلطة المطلقة ادت عادة الى استغلال الطاقة البشرية و المادية لتحقيق نزوات و شهوات الحاكم و الشواهد التارخية تثبت ذلك مثل الاهرامات في مصر و القصور و الاثاث المذهب لملوك فرنسا
: حكم جماعة متغلبة
عرفت البشرية ممارسة جماعة متغلبة للسلطة المطلقة تجاه جماعات ضعيفة فتتصرف فيها كما تريد و تستعمل العنف و القتل و الابادة الجماعية للحفاظ على السلطة
مثال سيطرة المسلمين العرب على المسلمين غير العرب في البلاد المفتوحة
: ارتباط المؤسسة السياسية بالمؤسسة الدينية
اعتمدت مختلف الانظمة السياسية حتى العصور الحديثة على الدين لتبرير السلطة المشروعية الدينية هي التي مكنت الحكام من ممارسة السلطة المطلقة و الطاعة دون معارضة او نقاش فالحاكم ليس مسؤولا امام الشعب بل هو مسؤول امام الله فقط
ان المشروعية الدينية تؤدي الى الاستبداد اي التعدي على حقوق و حريات الافراد و بالتالي غياب المواطنة
: غياب مفهوم المواطنة و اقصاء الشعب للسلطة
يعتبر الشعب رعية و حقوقها غير مضمونة مع واجب الطاعة خلافا للمواطنة التي تعني التمتع بالحقوق و الالتزام بالواجبات وفق القانون
ان الرعية عانت من استبداد اي التعدي على حرمة الجسد مثل التعذيب و القتل و الاعتداء على حرمة الحياة
كما كانت تقابل المعارضة بالتعسف و القتل و بالتالي منع حرية الراي و التعبير
و حتى ان تواجدت انشطة ثقافية و ابداعات يجب ان تكون مساندة للحاكم
: خاتمة
تميزت اشكال هذه الانظمة بالاعتماد على المشروعية الدينية رغم اختالفها و الاعتماد على هذه المشروعية يسمح للحاكم من ممارسة سلطة مطلقة التي تكون عادة استبدادية
الدرس الثاني : انظمة الحكم حتى العصور الحديثة و خصائص السلطة السياسية
Reviewed by المنتدى
on
décembre 19, 2021
Rating:
Aucun commentaire: